محمية الهدوء

هل تتخيل منطقة في الولايات المتحدة خالية من الاتصالات اللاسلكية والهواتف الخلوية والواي فاي ومحطات الإرسال الإذاعية؟ رغم غرابة الأمر فهذه المنطقة موجودة حقيقة ، بل أن بعض الناس يقصدونها للعيش فيها عمدا للتمتع بالهدوء وبعضهم لأسباب صحية مثل التحسس من التكنولوجيا. كيف وجدت هذه المنطقة المعروفة بالمنطقة الهادئة ؟
في عام 1958، أنشأت لجنة الاتصالات الاتحادية منطقة هادئة مساحتها 13000 ميل مربع لحماية التلسكوبات اللاسلكية في وست فرجينيا من تدخل الموجات الضارة المتأتية من صنع الإنسان، مما يسمح للعلماء بدراسة الأصوات المنبثقة من المجرات في جميع أنحاء الكون. وتلسكوب روبرت بيرد المقصود هو أكبر تلسكوب لاسلكي متحرك بالكامل في العالم.
والتلسكوب اللاسلكي يقوم بتتبع وقراءة الموجات الكهربائية القادمة من النجوم والغازات، ولكن من الضروري أن يكون موقعه في مناطق قليلة السكان لتجنب المداخلات الكهرومغناطيسية. وتفسر مديرة الموقع كارين أونيل ما يجري بالتالي:" إنها منطقة تجميع هائلة ، وهذا ما يسمح لنا برؤية هذه الطاقات الصغيرة إلى أبعد الحدود التي نحاول دراستها ... إن أشكال الطاقات التي ننظر إليها هي أقل من طاقة ندفة ثلج واحدة أثناء وقوعها على الأرض." وتضيف:" نحن نستمع للمجرات وليس لمجرتنا فقط ومن خلال ذلك نحاول أن نفهم كيف تكونت هذه المجرات."

جميع الهواتف المحمولة، الواي فاي، والراديو، وحتى اإلكترونيات معينة خاضعة للتنظيم.هناك محطة إذاعة واحدة سمح لها بالعمل لأن إرسالها منخفض إلى الحدود المسموح بها. ليس هناك برج واحد للهاتف المحمول يمكن العثور عليه على امتداد أميال. المنطقة بأكملها هادئة وتقع على الحدود بين ولاية فرجينيا ووست فرجينيا.
لا يزال هناك أكشاك هاتف في البلدة المجاورة للتلسكوب يستخدمها السكان ، كذلك فإن طلاب المدرسة الإعدادية يتكلمون مع بعضهم البعض بدلا من تبادل الرسائل النصية. إنها محمية بكل معنى الكلمة ليس للحيوانات والأشجار بل للهدوء.